وحدة الأمة في رسالة الحج – خطبة عيد الأضحى المبارك بإمامة الشيخ بهجت أحمد الآلوسي عضو مجلس علماء الرباط المحمدي إمام وخطيب جامع السراج المنير – حي الجولان، مدينة الفلوجة يوم الجمعة الموافق 10 ذو الحجة 1446 هـ / 6 حزيران 2025م

بعد أن أَمَّ المصلين في صلاة عيد الأضحى المبارك، ارتقى فضيلة الشيخ بهجت أحمد الآلوسي المنبر، وألقى خطبته التي تمحورت حول الرسالة السامية لفريضة الحج، مذكّراً المسلمين بحقيقة الحج الكبرى التي تتجاوز الطقوس والشعائر، نحو معنى أعظم هو وحدة الأمة الإسلامية.

وأكد الشيخ في مستهل خطبته أن مشهد الحجيج في عرفات، وهم يلبسون لباسًا واحدًا، ويقفون موقفًا واحدًا، هو أبلغ صورة لوحدة الأمة، حيث لا تفرقة بين مذهب ومذهب، ولا بين جنس وآخر، فالميزان في ذلك كله هو ميزان الحق والتقوى، لا العصبية ولا الطائفية ولا التحزب.

وأشار فضيلته بأسى إلى أن هذه الرسالة لا تُستثمر كما ينبغي، إذ ما إن يعود الحجاج إلى أوطانهم، حتى تعود مظاهر الشقاق والفرقة، وتبدأ الطوائف تلعن بعضها البعض، والمدارس الفكرية تتعصب لأهوائها، مما أدى إلى تفكك جسد الأمة، وإصابته بالوهن، الأمر الذي فتح أبواب الاستباحة أمام أعداء الأمة.

وحذر الشيخ الآلوسي من أن هذا التمزق هو نتيجة مباشرة للهجران العملي للقرآن الكريم وهدي النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث أوصى بالوحدة والتكاتف، وبأن يكون المؤمنون يدًا واحدة، يأمرون بالسلام وينبذون العنف والفتنة.

كما انتقد الشيخ بعض من تسلموا قيادة الأمة الإسلامية، ممن استخدموا سيوفهم ضد أبناء أمتهم، بينما أفشوا السلام مع أعدائها، متسائلًا بألم: “أين طاعتنا لله ورسوله؟!”

وختم خطبته بدعوة صادقة لكل مسلم ومسلمة في هذا اليوم المبارك، أن يعملوا لأجل وحدة الأمة ونصرة الدين، مؤكدًا أن:
“الوحدة مراد الرحمن، والفرقة مراد الشيطان.”