متحدثاً عن أولياء الله وعظيم مقامهم.. الدكتور النوري يعتلي منبر جامع ومرقد الشيخ فتحي الموصلي في نينوى

🔹 إرتقى عضو مجلس الأوقاف الأعلى نائب رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي الشيخ الدكتور محمد النوري، منبر جامع ومرقد الشيخ فتحي الموصلي بمحافظة نينوى، الجمعة 25 آب 2023، متحدثاً عن أولياء الله الصالحين وعظيم مقام الولاية وما حباه الله من فضل وتكريم.

🔹 واستهل الدكتور النوري خطبته بقوله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}، لافتاً إلى أن الباري جل شأنه قد خص أولياءه بالنعم، فخصهم بالوصف وخصهم بالبشرى، فمن كان تقياً كان لله ولياً، وهم (لا خوف عليهم) فيما يستقبلون من أهوال يوم القيامة، (ولا يحزنون) على ما ورائهم من الدنيا؛ لأنهم أقبلوا على الله بقلوبهم وجوارحهم وسكناتهم فاجتباهم الله بالأسرار والأنوار.

🔹 وفي حديثه عن سمت أولياء الله تعالى، عرج الدكتور النوري لقوله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) فهم الذين يلبسون لباس السكينة والوقار غير مستكبرين ولا متجبرين، وهم أيضاً من ينشرون عبير العلم والتربية والسلوك، وفي ذلك يقول سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره:
ومن لم تربيه الرجال وتسقه *** لبانا لهم قد در من ثدي قدسه
إذا المرء لم يلبس رداءً من التقى *** علي يد أستاذ خبير بنفسه
يريه رعونات النفوس وكيدها *** ويشهده المحجوب عنه بحسه
ويبدي له المكنون من سر كونه *** وتتجلى له الكاسات في حال أنسه
ولم يكن مجذوبا علي يد قدرة *** وتحفظه الألطاف من عين لبه
فذاك لعمري ناقص الحظ عاثر *** يريد سبيلاً وهو يأتي بعكسه

وأضاف النوري، إن أولياء الله تعالى لهم من الخصوصية الشيء الكبير، ففي الحديث القدسي يقول تعالى: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)، موضحاً أن مقام الولاية من أعظم المقامات بعد مقام النبوة، فأولياء الله هم نجوم لامعات في الأرض والسماء.

🔹 وفي خطبته الثانية، تطرق النوري لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، لافتاً إلى أن الكينونة مع أولياء الله تعالى تجلب لصاحبها السعادة، فلن يُفلح إلا من صحب من أفلح، ومن صحب السعداء سُعد، ومن صحب الأتقياء كان تقياً، ومن صحب الأصفياء كان صفياً، على نقيض من يصحب الأشقياء فيشقى بشقاوتهم، فيما خُتمت الخطبة بالابتهال إلى الله تعالى أن يمن على الأمة المحمدية بالأمن والأمان والاستقرار.

Share with

Start typing and press Enter to search